وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٩٠
النساء " (١) - آية الكلالة - (٢).
وعن عمر أنه قال: " لإن أكون أعلم الكلالة أحب إلي من أن يكون لي مثل قصور الروم " (٣).
لقد بين الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) معنى الكلالة وبينها الله في القرآن حيث قال في آخر الآية:
﴿يبين الله لكم ان تضلوا﴾ (4).
نعم، مع هذا البيان إلا أنها بقيت مبهمة عند الشيخين.
والسلفية يقولون: إن أبا بكر وعمر كانا أعلم السلف بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولكن إذا كانا كذلك ولم يعرفا معنى الكلالة - المبينة - فكيف يقال: إن السلف - الذين هم أقل علما من الشيخين - مبينو القرآن؟!
اختلاف السلف في الفقه والقول بأن السلف اتبعوا هذا الطريق فيه نظر، فالسلف من الصحابة والتابعين اختلفوا وعارض بعضهم بعضا، فأبو بكر كان لا يرى التفرقة في العطاء، بينما كان عمر يرى التفرقة.
- وكان عمر وعثمان وابن الزبير وغيرهم يرون حرمة نكاح المتعة، أما أبو بكر وعلي وابن عباس وجابر الأنصاري فلم يروا ذلك (5).
- وأبو بكر كان لا يرى توريث الأنبياء (عليهم السلام)، أما فاطمة وعلي والحسن والحسين (عليهم السلام) فكانوا يرون توريثهم.

١ - سميت آية الصيف لأنها نزلت في الصيف.
٢ - صحيح مسلم - كتاب الفرائض، باب ميراث الكلالة.
٣ - تفسير الطبري: ٦ / ٣٠.
٤ - النساء: ١٧٦.
5 - هذا أمر ثابت عنهم وذكر هذا الاختلاف ابن حزم في محلاه وسنثبت ذلك قريبا.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»