46 - يقول السيد سابق - مفتي الإخوان المسلمين -: " وكانوا - أي: الأئمة الأربعة - ينهون عن تقليدهم ويقولون: لا يجوز لأحد أن يقول قولنا من غير أن يعرف دليلنا، وصرحوا أن مذهبهم هو الحديث الصحيح... إلا أن الناس بعدهم قد فترت هممهم وضعفت عزائمهم وتحركت فيهم غريزة المحاكاة والتقليد، فاكتفى كل جماعة منهم بمذهب معين ينظر فيه ويعول عليه ويتعصب له ويبذل كل ما أوتي من قوة في نصرته وينزل قول إمامه منزلة قول الشارع ولا يستجيز لنفسه أن يفتي في مسألة بما يخالف ما استنبطه إمامه، وقد بلغ الغلو في الثقة بهؤلاء الأئمة حتى قال الكرخي: كل آية أو حديث يخالف ما عليه أصحابنا " الحنفية " فهو مؤول أو منسوخ " (1).
47 - يقول محمد سعيد رمضان البوطي - من علماء سوريا -: " وإذا ظهر من الأدلة ما يخالفها - يقصد آراء الفقهاء - وجب اتباع الدليل وترك الرأي مهما يكن قائله، وهذا يعني أن تقليد إمام معين دون غيره ليس أمرا ألزمنا الله به... " (2)!!.
48 - يقول محدث أهل السنة المعاصر الشيخ الألباني: " فما أبعد ضلال بعض المقلدة!! الذين يذهبون إلى أن الدين محفوظ بالمذاهب الأربعة، وأنه لا ضير على المسلمين من ضياع قرآنهم لو فرض وقوع ذلك!! هذا ما كان صرح لي به أحد كبار المفتين... " (3).
وقد جعل الألباني في كتابه " صفة صلاة النبي " عنوان: أقوال الأئمة في اتباع السنة وترك أقوالهم المخالفة لها (4) قال: " فأولهم الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت (رحمه الله)، وقد روى عنه أصحابه أقوالا شتى وعبارات متنوعة، كلها تؤدي إلى شئ واحد، هو