وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٤٣٢
أجمع المفسرون على نزول هذه الآية في أصحاب الكساء: محمد، علي، فاطمة، الحسن والحسين (عليهم السلام). حيث أتى وفد من نصارى نجران، فدعاهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للمباهلة، فغدا رسول الله، محتضنا الحسين، آخذا بيد الحسن، وفاطمة تمشي خلفه، وعلي خلفهما، وهو يقول: إذا أنا دعوت فأمنوا، فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى إني لأرى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها. فلا تباهلوا فتهلكوا، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة، فقالوا: يا أبا القاسم، رأينا أن لا نباهلك، وأن نقرك على دينك ونثبت على ديننا...
قال الرازي: " واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث " (1).
إن اختيار الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لهذه الثلة دون سواهم من أهل الفضل من السلف الصالح، ليدل دلالة واضحة على تميزهم عنهم وعظم شأنهم عند الله ورسوله.
فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يسلط الضوء عليهم، ويشركهم مع نفسه في كل شئ، حتى يبين للناس أن هؤلاء هم أهل الرسالة، وأولى الخلق بها بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).

١ - تفسير الرازي: ٣ / ٢٤٧، وراجع صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب. صحيح الترمذي: ٥ / ٦٣٨. شواهد التنزيل: ١ / ١٢٠ - ١٢٩. المستدرك: ٣ / ١٥٠ وصححه. تلخيص المستدرك. مناقب علي، ابن المغازلي: ص ٢٦٣. مسند أحمد: ١ / ١٨٥. كفاية الطالب، الكنجي الشافعي: ص ٥٤ و ٨٥ و ١٤٢. ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق: ١ / ٢١. تفسير الطبري: ٣ / ٢٩٩ - ٣٠١ و ٣ / ١٩٢. الكشاف: ١ / ٣٦٨ - ٣٧٠. تفسير ابن كثير: ١ / ٣٧٠ - ٣٧١.
تفسير القرطبي: ٤ / ١٠٤. أحكام القرآن، الجصاص: ٢ / ٢٩٥ - ٢٩٦. أسباب النزول، الواحدي:
ص ٥٩. أحكام القرآن، ابن العربي: ١ / ٢٧٥. التسهيل لعلوم التنزيل، الكلبي: ١ / ١٠٩. فتح البيان في مقاصد القرآن: ٢ / ٧٢. زاد المسير، ابن الجوزي: ١ / ٣٩٩. فتح القدير، الشوكاني: ١ / ٣٤٧. الدر المنثور: ٢ / ٣٨ - ٣٩. تفسير البيضاوي: ٢ / ٢٢. تفسير الخازن: ١ / ٣٠٢. راجع ملحق المراجعات:
ص 339 - 340.
(٤٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 ... » »»