في: لستن، اتقيتن...، ثم قال الله (إنما يريد الله ليذهب عنكم...) فأصبح الخطاب هنا للذكور ولو كانت نساء النبي في الآية لبقي الخطاب كما هو ولأصبحت كلمة " عنكم " " عنكن " وكلمة " يطهركم " " يطهركن ".
ثانيا: إن الروايات فسرت الآية، وحددت آل البيت بعلي، وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، كما روى ذلك مسلم في صحيحه وأئمة الحديث. فما لنا لا نرضى بتفسير النبي ونأبى إلا أن نضيف عليه؟ فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " وهذه أم سلمة مع جلالة شأنها أخرجها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من دائرة آله وقال لها: إنك على خير. فهل ترى أوضح من هذا الأمر؟ وهل يصح لإنسان أن يضيف على كلام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من عنده؟!
وبقي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يمر على بيت علي وفاطمة (عليهما السلام) إذا خرج إلى صلاة الفجر ويقول:
الصلاة يا أهل البيت الصلاة... إنما يريد الله... الآية. واستمر على هذا الفعل ستة أشهر ليؤكد للناس على أن هؤلاء أهل بيته فقط، وليعرفوا قدرهم عند الله.
ثالثا: إن نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يروين هذه الروايات ولم يقلن انهن من آل البيت.
فلماذا نوجب لنساء النبي ما لم يوجبن لأنفسهن؟!
رابعا: إن الآية قاضية بإذهاب الرجس الذي هو الذنوب والآثام عن آل البيت.
ونساء النبي ارتكبن مخالفات، كعائشة التي جهزت جيشا لمحاربة علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقتل بذلك ثلاثون ألفا. فلو كانت الآية شاملة لنساء النبي، لما حدث من عائشة ما حدث، والإرادة في الآية غير تشريعية، فمحال أن يتخلف مراد الله عما يريده.
وإذا عدنا للآية، فسنرى أن الله أذهب الرجس عن آل البيت، والرجس هو الذنوب والآثام، كما في الكشاف للزمخشري. والتطهير هو التنزيه من كل ألوان المعاصي والذنوب. قال الرازي: (ليذهب عنكم الرجس) أي يزيل عنكم الذنوب (1).