بين الحق والباطل، الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يمثل الحق، وأولئك - النصارى - يمثلون الباطل.
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رمز للإسلام، وأولئك رمز الكفر. فاختار الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) آل بيته (عليهم السلام) من دون السلف الصالح، لينبه على أن هؤلاء هم رموز الإسلام. فكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآل بيته يمثلون الإسلام، والنصارى يمثلون الكفر، وهذه الصورة وحدها كافية لتعطينا موقع آل البيت في الإسلام. وهكذا لن تفلح هذه الأمة إلا إذا جعلت آل البيت قدوتها، ورأسها، وقلبها.
ألا ترى أن مهدي آخر الزمان - المتفق على ظهوره - والذي يملأ الأرض عدلا، ويعيد الإسلام - كما كان على عهد النبي - من آل البيت؟!
وثمة أمر آخر وهو هل يجوز لنا نحن المسلمين أن نستبدل القرآن بكتاب آخر، ونستقي منه تعاليم ديننا؟! ليس هناك مسلم يجيز هذا.
إذن، فكما لا يجوز تقديم كتاب آخر على القرآن كذلك لا يجوز تقديم أحد على أشقاء القرآن، الذين لن يفترقوا عنه أبدا!
ونلاحظ أن الله جعل عليا (عليه السلام) نفس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). فكيف يقال إن هناك من هو أفضل من نفس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟! وكلمة " أنفسنا " جعلت عليا خير من يمثل الرسول في حياته وبعد مماته. فكما أهله الله لتمثيل الإسلام ضد الشرك في حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كذا بعد مماته، ولا فرق.
وبما أن عليا نفس النبي، فلا يجوز تقديم أحد عليه، لقول الله تعالى: ﴿ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه﴾ (1)! وتقديم أي شخص على علي (عليه السلام)، هو تقديمه ضمنا على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، إذ إن عليا نفس الرسول، بلا خلاف!