عمر ينهى النبي...!!
أخرج البخاري بسنده إلى عبد الله بن عمر قال: " لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله إعطني قميصك أكفنه فيه، وصل عليه واستغفر له، فأعطاه قميصه وقال له: إذا فرغت منه فآذنا، فلما فرغ منه آذنه به، فجاء ليصلي عليه، فجذبه عمر فقال: أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين؟! فقال:
﴿استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم﴾ (١)؟ (قال ابن عمر) فنزلت ﴿ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره﴾ (2) فترك الصلاة عليهم " (3).
وهذه حادثة قدم فيها عمر قوله بين يدي الرسول بأبشع صورة. وكأنه أعلم منه (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرآن الذي نزل عليه! أو كأنه شريك له في رسالته؟! لكن رسول الله لم يأخذ بكلامه وصلى على ابن أبي (4).
وقد كان عمر يقول معترفا بخطئه: " أصبت في الإسلام هفوة، ما أصبت مثلها قط، أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يصلي على عبد الله بن أبي، فأخذت بثوبه فقلت له: والله ما أمرك الله بهذا لقد قال الله لك: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم... " (5).
فهذا اجتهاد من عمر، أمام السنة الفعلية، فهو لم يسلم للنص، بل اعترض عليه بكل خشونة. فهل هذا اتباع للسنة؟!!