وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٣٥٠
﴿فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما﴾ (1).
عمر ينهى النبي ثانية!!
أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا هريرة أن يؤذن بالناس، من لقي الله (2) بالتوحيد مطمئنا به قلبه فله الجنة. حيث قال له: " إذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة ". فكان أول من لقيه عمر فسأله عن شأنه، فأخبره بما أمره به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال أبو هريرة - كما جاء في صحيح مسلم - " فضرب عمر بيده بين ثديي فخررت لاستي، فقال: ارجع يا أبا هريرة. فرجعت إلى رسول الله فأجهشت بكاء، وركبني عمر فإذا هو على أثري. فقال لي رسول الله: " مالك يا أبا هريرة "؟ قلت: لقيت عمر فأخبرته بالذي بعثتني به فضرب بين ثديي ضربة خررت لاستي قال: ارجع. فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " يا عمر ما حملك على ما فعلت؟
قال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أبعثت أبا هريرة بنعليك من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشره بالجنة؟ قال: " نعم ". قال: فلا تفعل فإني أخشى أن يتكل الناس عليها فخلهم يعملون، قال رسول الله: " فخلهم " (3).
وهذه حادثة أخرى يعترض فيها عمر على النص ويقدم رأيه عليه. والعجب من قول عمر للرسول " لا تفعل فإني أخشى أن يتكل الناس عليها ".
فلا أدري هل كان عمر مستشارا خاصا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟! أم كان شريكا له في نبوته؟! وبأي حق يعترض على فعل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ وهل خفي على سيد الخلق (صلى الله عليه وآله وسلم) وفطن عمر لما في عواقب التبشير، إن كانت له عواقب؟!

١ - النساء: ٦٥.
٢ - صحيح مسلم: كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا.
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»