منهما يرى أن الحق الإلهي ثابت لمن يتولاه من القادة فالفارسي يراه للملوك الفرس والشيعي يراه للإمام الذي يقول بإمامته، وهذا المعنى وإن صوره بعضهم بأنه تأثر من الشيعة بالفرس، ولكن لما كان التشيع أقدم من دخول الفرس فيه ولما كان الرواد من الشيعة كلهم عرب كما أثبتنا ذلك فيما سلف ولما كانت نظرية الشيعة في الإمام لم تختلف عند زرارة عما كانت عليه عند أبي ذر وعمار ينتج من ذلك أن نظرية الحق الإلهي التقى بها الشيعة مع الفرس ولم تكن نتيجة تأثر بآراء الفرس بحكم إيمان الشيعة بأن عليا وصي النبي (ص) وأنه منصوص عليه، وقد دأب على ذكر هذا التقارب كثير من المستشرقين وتلاميذهم يقول محمد أبو زهرة:
وبعض العلماء ومنهم دوزي المستشرق قرر أن أصل المذهب الشيعي نزعة فارسية إذ أن العرب تدين بالحرية والفرس تدين بالملك وبالوراثة ولا يعرفون معنى الانتخاب، إلى أن قال إن الشيعة قد تأثروا بالأفكار الفارسية حول الملك ووراثته (1).
وكذلك يذهب إلى هذا الرأي أحمد أمين وجملة من المستشرقين ذكرهم هو من الذاهبين لهذا الرأي، وقد أفاض في شرح هذا المعنى في كتابه فجر الإسلام معززا رأيه بآراء المستشرقين (2).
3 - الأمر الثالث:
إرادة هدم الإسلام عن طريق الدخول في المذهب الشيعي والتستر بحب أهل البيت ثم نقل أفكارهم الهدامة للإسلام كالقول بالوصية والرجعة والمهدي وغير ذلك. وفي ذلك يقول أحمد أمين: والحق أن التشيع كان مأوى يلجأ إليه كل من أراد هدم الإسلام لعداوة أو حقد ومن كان يريد إدخال تعاليم آبائه من يهودية ونصرانية وزرادشتية وهندية ومن كان يريد استقلال بلاده والخروج على مملكته كل هؤلاء كانوا يتخذون حب أهل البيت ستارا (3) وأرجو ملاحظة نغمة استعداء .