نظرة حول دروس في العقيدة الإسلامية - عبد الجواد الإبراهيمي - الصفحة ٧٦
قائم بكل شؤون وجوده بعلته الموجدة له وليس لأي موجود مستقل آخر سبيل للتصرف فيه إلا أن يكون من قبيل التفاعلات التي تتحق بإذنه التكويني وفي هذه الحالة لا تكون كل تلك الآلهة " ربا " إذ لا تكون تصرفاتهم وتأثيراتهم مستقلة.
فإذنه افتراض وجود مثل هذه الأرباب المدبرة للكون لا ينافي التوحيد في الربوبية كما أن الخالقية التي تتم بالإذن الإلهي لا تنافي التوحيد في الخالقية * (وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني) * (1)، * (فالمدبرات أمرا) *. (2) والحاصل: إن التوهم بإمكان آلهة متعددة للكون، ناشئ من قياس الله بالعلل المادية والمعدة مع أنه لا يمكن أن نفترض لأي معلول عدة علل موجدة أو عدة أرباب مدبرة بالاستقلال.
واتضح مما سبق أن القول بالولاية التكوينية لبعض عباد الله الصالحين لا ينافي الإيمان بالتوحيد كما أن القول بالولاية التشريعية للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الطاهرين عليهم السلام لا ينافي الربوبية التشريعية الإلهية لأن هذه الولاية إنما وجدت من الله تعالى وبالإذن الإلهي.

1 - المائدة: / 110.
2 - النازعات: / 5.
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»