نظرة حول دروس في العقيدة الإسلامية - عبد الجواد الإبراهيمي - الصفحة ٧٥
فلا ينفصل الإيمان بإحدهما عن الأخرى أبدا لأن مفهوم الربوبية ينتزع من كيفية خلق المخلوقات.
الدليل على توحيد الله إن افتراض وجود إلهين، أو آلهة متعددة للكون لا يخرج عن ثلاث احتمالات:
1 - فإما أن نفترض أن كل واحدة من هذه الظواهر والكائنات الكونية مخلوقة ومعلولة لجميع هذه الآلهة.
2 - وإما أن كل مجموعة منها معلولة لواحد من الآلهة المفترضة.
3 - وإما أن نعتبرها جميعا مخلوقة لإله واحد وسائر الآلهة مدبرة للكون.
أما افتراض الأول محال لأن كل واحد منها يفيض وجودا ونتيجة لذلك توجد عدة وجودات بعدد الآلهة المفترضة مع أن كل موجود ليس له إلا وجود واحد.
وأما افتراض الثاني فيلزم منه أن كيون كل مخلوق قائما بخالقه ولا يحتاج لموجود آخر إلا الاحتياج الذي وينتهي بالتالي إلى خالقه وهو احتياج إلى خصوص مخلوقات خالقه أي ان افتراض الآلهة المتعددة للكون يلزم منه وجود أنظمة متعددة في الكون وكل واحد منها مستقل و منفصل عن الآخر مع أن للكون نظاما واحدا فهذا الكون الذي يحكمه نظام واحد لا يمكن أن يكون معلولا لعدة علل موجدة.
وأما الافتراض الثالث غير صحيح أيضا وذلك لأن كل معلول
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»