ب: وإما أن نتصورها ممكنة الوجود ومخلوقة لله فيلزم من ذلك القول بأن الذات الإلهية مع افتراض فقدانها لهذه الصفات هي التي تخلق هذه الصفات وتوجدها ثم بعد ذلك تتصف بها.
وببطلان هذه الفروض والاحتمالات يتضح لنا أن الصفات الإلهية ليست لها مصاديق مستقلة كل واحدة عن الأخرى، وعن الذات الإلهية بل إن هذه الصفات كلها مفاهيم ينتزعها العقل من مصداق واحد بسيط هو الذات الإلهية المقدسة.
4 - التوحيد الأفعالي: ويمكن أن نثبت هذه الحقيقة (التوحيد الأفعالي) على ضوء الخاصة التي تتميز بها العلة الموجدة وهي القيومية بالنسبة لكل معلولاتها. ومن هذا المنظر أن ما يملكه ويتمتع به أي موجود إنما حصل له من تلك العلة الموجدة، وهو خاضع لقدرة الله وسلطانه و وملكيته الحقيقية والتكوينية وأما ملكية الآخرين وقدرتهم فهي مستمدة منها، ومن متفرعاتها، وفى طول القدرة الإلهية.
5 - التأثير الاستقلالي: (1) أي ان المخلوقات الإلهية لا يمكنها الاستغناء في أفعالها عن الله تعالى، وإن الموجود الوحيد الذي يفيض تأثيره في كل مكان وفى كل شئ بصورة مستقلة وبدون احتياجه لغيره هو الذات الإلهية المقدسة وأما فاعلية الآخرين وتأثيرهم فهي في طول فاعليته وتأثيره وفى ظله ومدده.
والفاعلية التكوينية لها سلسلة من المراتب أيضا وبما أن وجود كل فاعل قائم بالإرادة الإلهية كانت الآثار الوجودية التي تصدر من كل فاعل و مؤثر منوطة في مرتبتها العليا بالإذن والإرادة التكوينية الإلهية ومستندة