نظرة حول دروس في العقيدة الإسلامية - عبد الجواد الإبراهيمي - الصفحة ١٥٠
من الله الحكيم بهجرته ليلا وسرا إلى المدينة ومنذ وفاته وحتى اليوم حاول - ويحاول - منافقوا الداخل وأعداء الخارج وأعداء الخارج إطفاء هذا النور الإلهي.
وفي هذا العصر حيث ترى كل القوى العظمى في العالم أن الإسلام هو العدو الأكبر الذي يتهدد سلطاتهم الظالمة ولذلك أخذوا - وبكل ما يملكون من قوة - في محاربته - لم يقدروا أن يأتوا بكتابة سطر واحد مشابه لإحدى السور القرآنية القصار.
إذن فإن القرآن الكريم كتاب استثنائي وإنه يملك كل خصائص المعجزة ومن هنا فهو أفضل دليل قاطع على صدق دعوة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وعلى أن الدين الإسلامي المقدس على حق.
عناصر الاعجاز في القرآن الكريم الآن نوضح بعض عناصر الاعجاز القرآنية:
أ - فصاحة القرآن وبالغته: أي أنه - تعالى - استخدم لعرض مقاصده أعذب الألفاظ وأجملها وأجود التراكيب سبكا واعتدالا واتقانا ووقعا ومن خلال ذلك يوصل المعاني المقصودة للمخاطبين من خلال أفضل الأساليب وأقربها للفهم لا يتيسر هذا الاختيار إلا لمن كانت له إحاطة تامة بكل خصوصيات الألفاظ ودقائق المعاني.
إن التعرف على أن القرآن معجزة في الفصاحة والبلاغة فلا يتيسر إلا لأولئك الذين يملكون الخبرة والتخصص في فنون الكلام المختلفة والملاحظ أن الحكمة والعناية الإلهية تقتضي أن تكون معجزة كل نبي متلائمة مع العلم والفن الشائع في ذلك الزمان وان الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم في وقت كان الغالب على أهل عصره الخطب والكلام فأتاهم من عند الله
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»