نظرة حول دروس في العقيدة الإسلامية - عبد الجواد الإبراهيمي - الصفحة ١٥٥
عدم الزيادة في القرآن (الدليل العقلي) أجمع المسلمون كلهم على عدم الزيادة في القرآن الكريم بل هو مما اتفق عليه كل المطلعين في العالم إضافة إلى ذلك أنه إذا افترضنا زيادة مطلب تام في القرآن الكريم فان هذا يعني أنه كان يمكن الاتيان بمثله ؤ مثل هذا الافتراض لا يتلاءم وإعجاز القرآن وعدم قدرة البشر على الإتيان بمثله وإذا افترضنا زيادة كلمة أو آية قصيرة عليه فإن ه يلزم من ذلك اضطراب نظام الكلام واختلال سبكه وخروجه عن صورته الأصلية والمعجزة وفي هذه الحالة يمكن تقليده والآتيان بمثله.
إذن فنفس الدليل الذي يثبت إعجاز القرآن الكريم هو الذي يثبت صيانته عن الزيادة.
عدم النقيصة في القرآن (الدليل النقلي) بعد أن أثبتنا أن كل ما في القرآن المتداول اليوم هو كلام الله ولم يتعرض للزيادة فستكون محتويات آياته حجة من أقوى الأدلة والحجج النقلية والتعبدية ومن المفاهيم التي يمكن استفادتها من الآيات القرآنية الكريمة أن الله تعالى قد تعهد بحفظ هذا الكتاب عن أي تحريف.
وتستفاد هذه الفكرة من الآية (9) من سورة الحجر:
* (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) *.
وبذلك تثبت صيانة القرآن الكريم عن التحريف في الزيادة والحذف ببيان مركب من دليل عقلي ودليل نقلي.
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»