نظرة حول دروس في العقيدة الإسلامية - عبد الجواد الإبراهيمي - الصفحة ١٥١
من مواعظه وحكمه ما أبطل به قولهم وأثبت به الحجة عليهم. (1) ب - أمية النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن القرآن الكريم بالرغم من صغر حجمه نسبيا - كتاب يشتمل على كل الأصول والمبادئ التي يحتاجها البشر من أجل تحقيق سعادتهم الدنيوية والأخروية ولقد امتزج كل ذلك بأسلوب رائع بديع لم يسبق له مثيل بحيث يمكن لفئات المجتمع جميعا الاستفادة والتزود منها كل بحسب استعداده وقابليته.
وما يزيد الدهشة والاعجاب أكثر أن هذا الكتاب العظيم ظهر على يد إنسان لم يعرف الدرس والتعليم خلال حياته أبدا وقد نشأ في محيط بعيد عن الحضارة والثقافة.
والأعجب من ذلك أنه لم يسمع منه خلال أربعين عاما قبل بعثته - مثل هذا الكلام المعجزة وخلال أيام رسالته وبعثته أيضا كان ما يصدر منه من آيات قرآنية ووحي إلهي يتميز بسبكه وأسلوبه الخاص وهو يختلف تماما - عن سائر كلامه وأحاديثه.
* (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذن لارتاب المبطلون) *. (2) إذن فظهر مثل هذا الكتاب بمثل هذه الخصائص والمميزات من شخص أمي لم يتعلم أبدا جهة أخرى من جهات إعجاز القرآن الكريم.
ج - التناسق وعدم الاختلاف: إن كل إنسان يواجه - على الأقل - نوعين من المتغيرات.

1 - أصول الكافي / ج 1، ص 24.
2 - العنكبوت / 48.
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»