فقال له: أخبرني - جعلني الله فداك! - عن كلام الله لموسى؟
فقال: الله أعلم ورسوله بأي لسان كلمه، بالسريانية أم بالعبرانية.
فأخذ أبو قرة بلسانه فقال: إنما أسألك عن هذا اللسان!
فقال أبو الحسن: سبحان الله عما تقول! ومعاذ الله أن يشبه خلقه، أو يتكلم بمثل ما هم به متكلمون، ولكنه - تبارك وتعالى - ليس كمثله شيء، ولا كمثله قائل ولا فاعل.
قال: كيف ذلك؟
قال: كلام الخالق لمخلوق ليس ككلام المخلوق لمخلوق، ولا يلفظ بشق فم ولسان، ولكن يقول له: " كن " فكان بمشيئته ما خاطب به موسى (عليه السلام) من الأمر والنهي من غير تردد في نفس. (1)