منهج الأشاعرة فى العقيدة - الشيخ الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي - الصفحة ٢٨
يشاركونهم في أصل من أعظم أصولهم؟
الثاني عشر: السمعيات:
يقسم الأشاعرة أصول العقيدة بحسب مصدر التلقي إلى ثلاثة أقسام:
1 - قسم مصدره العقل وحده وهو معظم الأبواب، ومنه باب الصفات، ولهذا يسمون الصفات السبع (عقلية) وهذا القسم هو (ما يحكم العقل بوجوبه ) دون توقف على الوحي عندهم.
2 - قسم مصدره العقل والنقل معا كالرؤية ج على خلاف بينهم فيها ج وهذا القسم هو (ما يحكم العقل بجوازه استقلالا أو بمعاضدة الوحي).
3 - قسم مصدره النقل وحده وهو السمعيات أي المغيبات من أمور الآخرة كعذاب القبر والصراط والميزان وهو عندهم (ما لا يحكم العقل باستحالته لكن لو لم يرد به الوحي لم يستطع العقل إدراكه منفردا) ويدخلون فيه التحسين والتقبيح والتحليل والتحريم.
والحاصل أنهم في صفات الله جعلوا العقل حاكما وفي إثبات الآخرة جعلوا العقل عاطلا وفي الرؤية جعلوه مساويا، فهذه الأمور الغيبية نتفق معهم على إثباتها لكننا نخالفهم في المأخذ والمصدر، فهم يقولون عند ذكر أي أمر منها نؤمن به لأن العقل لا يحكم باستحالته ولأن الشرع جاء به ويكررون ذلك دائما، أما في مذهب أهل السنة والجماعة فلا منافاة بين العقل والنقل أصلا ولا تضخيم للعقل في جانب وإهدار في جانب وليس هناك أصل من أصول العقيدة يستقل العقل بإثباته أبدا كما أنه ليس هناك أصل منها لا يستطيع العقل إثباته أبدا.
فالإيمان بالآخرة وهو أصل كل السمعيات ليس هو في مذهب أهل السنة والجماعة سمعيا فقط، بل أن الأدلة عليه من القرآن هي في نفسها عقلية كما أن الفطر
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»