منهج الأشاعرة فى العقيدة - الشيخ الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي - الصفحة ٣٩
وسبعين هو:
1 - الضلال والبدعة.
2 - الوعيد بالنار وعدم النجاة.
وهذا مثار جدل كبير ولغط كثير ممن يجهلون مذهب أهل السنة والجماعة في الوعد والوعيد، إذ ما يكادون يسمعون هذا حتى يرفعوا عقيرتهم بأننا ندخل الأشاعرة النار ونحكم عليهم بالخروج من الملة عياذا بالله.
ونحن نقول أنه لا يصح تفسير ألفاظ أو إطلاقات مذهب السلف في الوعد والوعيد إلا من خلال أقوالهم هم وعلى الذين يجهلونه أن يستفصلوا قبل أن يتسرعوا بادعاء التكفير.
وهذا موجز لمذهب السلف في ألفاظ الوعيد ونصوصه:
1 - فمن ألفاظ الوعيد (الضلال) وهو ليس مرادفا للكفر بإطلاق إلا عند من يجهلون أوضح بدهيات العقيدة، فإذا أطلق على أحد من القبلة فالمراد به المعصية في الاعتقادات كما أن لفظ (الفسق) يطلق على المعصية في الأعمال.
2 - مع أن الضلال والفسق يطلقان على الكفر أيضا كما في قوله تعالى: ( ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا)، وقوله: (ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون).
لكن إذا كانت كلمة الكفر نفسها تطلق في الأحاديث ولا يراد بها الكفر الأكبر المخرج من الملة كما في قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) فكيف بلفظتي الفسق والضلال اللتين دون ذلك في الوعيد.
والقرآن ج على الصحيح ج لم يأت فيه إطلاق الكفر إلا على الكفر الأكبر المخرج من الملة، أما الضلال فورد فيه بمعنى الانحراف عن الحق والصواب مطلقا غير وروده بمعنى الكفر كما سبق.
ومن ذلك قوله تعالى: (ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»