منهج الأشاعرة فى العقيدة - الشيخ الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي - الصفحة ٣١
السنة والجماعة الذي هو مذهب السلف الصالح.
لا أظن أي عارف بالمذهبين ولو من خلال ما سبق هنا يتصور ذلك.
ومع هذا فسوف أضيف فوارق منهجية أخرى وضوابط في علم الفرق والمقالات لا يشك في صدقها مطلع بل سأكتفي بفارق واحد وضابط واحد:
فارق منهجي نموذجي: التناقض ومكابرة العقل:
ليس هناك مذهب أكثر تناقضا من مذهب الأشاعرة ج اللهم إلا مذهب الرافضة ج لكن الرافضة كما قال الإمام أحمد: (ليست الرافضة من الاسلام في شئ) ، وكما قال شيخ الاسلام: (إن الرافضة قوم لا عقل لهم ولا نقل)، أما هؤلاء فيدعون العقل ويحكمونه في النقل ثم يتناقضون تناقضا يبرؤ منه العقل ويخلو مذهب أهل السنة والجماعة من أدنى شائبة منه ولله الحمد، وكما سيلاحظ القارئ هنا يرجع معظم تناقضهم إلى كونهم لم يسلموا للوحي تسليما كاملا ويعرفوا للعقل منزلته الحقيقية وحدوده الشرعية ولم يلتزموا بالعقل التزاما واضحا ويرسموا منهجا عقليا متكاملا كالمعتزلة والفلاسفة، بل خلطوا وركبوا فتناقضوا واضطربوا.
وإليك أمثلة سريعة للتناقض ومكابرة العقل:
1 - قالوا: أنه لا يجوز أن يرى الأعمى بالمشرق البقعة بالأندلس.
2 - قالوا: إن الجهة مستحيلة في حق الله ثم قالوا بإثبات الرؤية، ولهذا قيل فيهم: (من أنكر الجهة وأثبت الرؤية فقد أضحك الناس على عقله).
3 - قالوا: إن لله سبع صفات عقلية يسمونها (معاني) هي (الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام) ولم يكتفوا بهذا التحكم المحض، بل قالوا: إن له سبع صفات أخرى يسمونها (معنوية) وهي (
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»