منهج الأشاعرة فى العقيدة - الشيخ الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي - الصفحة ٢٩
السليمة تشهد به فهو حقيقة مركوزة في أذهان البشر ما لم يحرفهم عنها حارف، لكن لو أن العقل حكم باستحالة شئ من تفصيلاته ج فرضا وجدلا ج فحكمه مردود وليس إيماننا به متوقفا على حكم العقل، وغاية الأمران أن العقل قد يعجز عن تصوره أما أن يحكم باستحالته فغير وارد ولله الحمد.
الثالث عشر: التكفير:
التكفير عند أهل السنة والجماعة حق لله تعالى لا يطلق إلا على من يستحقه شرعا ولا تردد في إطلاقه على من ثبت كفره بشروطه الشرعية.
أما الأشاعرة فهم مضطربون اضطرابا كبيرا فتارة يقولون نحن لا نكفر أحدا وتارة يقولون نحن لا نكفر إلا من كفرنا وتارة يكفرون بأمور لا تستوجب أكثر من التفسيق أو التبديع وتارة يكفرون بأمور لا توجب مجرد التفسيق وتارة يكفرون بأمور هي نفسها شرعية ويجب على كل مسلم أن يعتقدها .
منهج الأشاعرة في العقيدة منهج الأشاعرة في العقيدة للشيخ الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي حفظه الله القسم الرابع فأما قولهم لا نكفر أحدا فباطل قطعا إذ في المنتسبين إلى الاسلام فضلا عن غيرهم كفار لاشك في كفرهم، وأما قولهم لا نكفر إلا من كفرنا فباطل كذلك إذ ليس تكفير أحد لنا بمسوغ أن نكفره إلا إذا كان يستحق ذلك شرعا .
وأما تكفير من لا يستحق سوى التبديع فمثل تصريحهم في أغلب كتبهم بتكفير من قال إن الله جسم لا كالأجسام وهذا ليس بكافر، بل هو ضال مبتدع، لأنه أتى بلفظ لم يرد به الشرع والأشاعرة تستعمل ما هو مثله وشر منه، وأما تكفير من لا يستحق حتى مجرد أو المعصية فكما مر في الفقرة السابعة من تكفيرهم من قال أن النار علة الإحراق
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»