متأولا قوله تعالى: (ليس كمثله شئ) فهو مؤول متأول ولا يكفر، ولهذا لم يطلق السلف تكفير المخالفين في الصفات أو غيرها لأن بعضهم أو كثير منهم متأولون، أما الباطنية فلا شك في كفرهم لأن تأويلهم ليس له أي شبهة بل أرادوا هدم الاسلام عمدا بدليل أنهم لم يكتفوا بتأويل الأمور الاعتقادية بل أولوا الأحكام العملية كالصلاة والصوم والحج الخ].
وإن تعجب فأعجب لهذه اللفظة النابية التي يستعملها الأشاعرة مع النصوص وهي أنها (توهم) التشبيه ولهذا وجب تأويلها، فهل في كتاب الله إيهام أم أن العقول الكاسدة تتوهم والعقيدة ليس مجال توهم.
فالعيب ليس في ظواهر النصوص ج عياذا بالله ج ولكنه في الأفهام ج بل الأوهام السقيمة، أما دعوى أن الإمام أحمد استثنى ثلاثة أحاديث وقال:
لا بد من تأويلها فهي فرية عليه افتراها الغزالي في (الأحياء وويصل الفرقة) ونفاها شيخ الاسلام سندا ومتنا.
وحسب الأشاعرة في باب التأويل ما فتحوه على الاسلام من شرور بسببه فإنهم لما أولوا ما أولوا تبعتهم الباطنية واحتجت عليهم في تأويل الحلال والحرام والصلاة والصوم والحج والحشر والحساب، وما من حجة يحتج بها الأشاعرة عليهم في الأحكام والآخرة إلا احتج الباطنية عليهم بمثلها أو أقوى منها من واقع تأويلهم للصفات، وإلا فلماذا يكون تأويل الأشاعرة لعلو الله ج الذي تقطع به العقول والفطر والشرائع ج تنزيها وتوحيدا وتأويل الباطنية للبعث والحشر كفرا وردة؟
أليس كل منهما ردا لظواهر النصوص مع أن نصوص العلو أكثر وأشهر من نصوص الحشر الجسماني؟ ولماذا يكفر الأشاعرة الباطنية ثم