من هو إمام زمانك ؟ - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ١٤٦
العلم لا يهلك حتى يكون سرا "، ومع هذا الإصرار من عمر بن عبد العزيز فلم يكتب الحديث بسبب رواسب الحظر السابقة، فأمسى ترك كتابة حديث النبي (صلى الله عليه وآله) سنة إسلامية وكتابته أمرا منكرا مخالفا لها.
وبقيت المسألة على هذه الصورة طيلة حكم بني أمية وبني العباس حتى عهد المنصور سنة 143 هجرية حيث أمر بكتابة الحديث فشرع علماء الإسلام بتدوينه.
ولقد كان هذا المنع إساءة بالغة إلى الإسلام والمسلمين لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى، ذلك أن حديثا تحدث به النبي (صلى الله عليه وآله) لم يكتب إلا بعد مضي مائة وثلاثون عاما أو أكثر مات خلالها أكثر من جيل من الصحابة والتابعين، كيف سيكون حاله مع وجود أصحاب الأغراض والأطماع والأهواء والأحقاد والغايات الشريرة من الحاكمين أو اللابسين لباس الإسلام من اليهود والنصارى والزنادقة وغيرهم، لذلك يبدوا لنا جليا حديث الرسول (صلى الله عليه وآله): " سيكثر علي الكذابة، فما جاءكم عني مخالفا للقرآن فاضربوا به عرض الجدار ".
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست