من أقطاب الكذابين أحمد بن تيمية الحراني - محمد الرضي الرضوي - الصفحة ١٦
ولا يعرفها واحد منهم. وقد رددناه عليها في كتابنا (كذبوا على الشيعة) في الجزء الثالث منه، ردا فاضحا والحمد لله.
والأقبح من ذلك كله أن يصف هذا الكذاب الشيعة حماة الدين وسدنة الشريعة بوصف لا ينفك عنه حسب علمنا واحد من علماء أهل دينه ومنتحليه بما فيه من مذاهب متضاربة يكفر بعضها بعضا (1) فيقول في كتابه (منهاج السنة) ج 1 ص 13 طبع مصر عام 1321 المطبعة الكبرى الأميرية (2) بعد أن عابهم بالرفض (3): ان الرافضة اكذب

(١) ولكي تقف على هذه الحقيقة اقرأ كتابنا (مهاترات بين أصحاب المذاهب الأربعة).
(٢) أعيد طبع هذا الكتاب في الباكستان بالأوفست عام ١٣٩٦.
(٣) قال الدكتور محمد احمد التركماني، أو احمد محمد التركماني (فقد كتب على كتابه (تعريف بمذهب الشيعة الإمامية) الطبعة الأولى عمان عام ١٤٠٣ جمعية عمال المطابع التعاونية تارة بهذا الاسم وأخرى بذاك لمصلحة رآها): ويطلق عليهم علماء أهل السنة (يريد بهم المنحرفين عن أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعترته) الرافضة لأنهم رفضوا، ويرفضون خلافة أبي بكر، وخلافة عمر بن الخطاب، وخلافة عثمان بن عفان، رضي الله عنهم أجمعين.
الرضوي: حشرك الله يا محمد احمد أو يا أحمد محمد التركماني مع هؤلاء الثلاثة يوم القيامة أينما كانوا ولافرق بينك وبينهم طرفة عين، آمين يا رب العالمين، فقد صدقت فيما نسبته إلى الشيعة الإمامية من رفضهم خلافة هؤلاء قادة دينك، وهل انك تدري لماذا رفضنا خلافتهم؟
رفضناها لأننا نعتبر في الخليفة النص عليه من الله تعالى بواسطة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) لأن الخلافة عندنا نيابة عن الرسول في القيام بوظائفه الإلهية، فكما ان ارسال الرسل وظيفة الهية فكذلك تعيين من يخلفه ويقوم من بعده مقامه.
قال الله تعالى: (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض) سورة ص آية ٢٦، وليس للناس حق الاشتراك مع الله تعالى في ذلك، قال الله تعالى (وربك يخلق ما يشاء ويختار، ما كان لهم الخيرة، سبحان الله وتعالى عما يشركون) سورة القصص: آية ٦٨.
وقد أجمع المسلمون كافة على أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لم ينص على خلافة هؤلاء الثلاثة من بعده، فالقول بخلافتهم بدعة في الدين، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، كما ورد بذلك الحديث عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) برواية الشيعة والسنة معا.
وكما نعتبر نحن الشيعة الإمامية في النبي أمورا منها، طهارة المولد، والعدالة، والعلم، والورع، والشجاعة، والعصمة، كذلك نعتبر هذه الصفات في الخليفة القائم مقامه من بعده، ومن سبر تاريخ حياة هؤلاء الثلاثة لم يجد واحدا منهم اتصف بصفة من هذه الصفات الفاضلة الكريمة، فالخليفة عندنا كالرسول نفسه في كل صفات الكمال غير أن النبي يوحى إليه، والامام الخليفة القائم مقامه لا يوحى إليه.
ومما ينفي صحة خلافة هؤلاء الثلاثة ويثبت بطلانها ظلمهم لأهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من بعده وايذاؤهم عترته الطاهرة وقد قال تعالى (لا ينال عهدي الظالمين) سورة البقرة آية ١٢٤، ومن ظلمهم لأهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تقدمهم على الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الخلافة وتأخيرهم إياه عن مقام اقامه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه بأمر من الله والإمام (عليه السلام) أفضل منهم مطلقا فإنه من أهل البيت وأهل البيت ادرى ما في البيت من الأجانب والأغيار. وكتب التاريخ والسير تثبت ذلك، والنصوص عليه بالخلافة متظافرة وقد ذكرنا طائفة منها في كتابنا (هذه أحاديثنا أم أحاديثكم).
ومن ظلمهم ايذاؤهم فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبضعته وغصبهم حقها وميراثها من أبيها بعد وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى ماتت وهي غاضبة عليهم، ولقد قالت لأبي بكر: لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها. وقالت له ولعمر بن الخطاب: فاني اشهد الله وملائكته انكما أسخطتماني، وما أرضيتماني، ولإن لقيت النبي لأشكونكما إليه.
راجع الحديث في ذلك في كتاب (الإمامة والسياسة) لابن قتيبة الدينوري ص ١٤ طبع مصر عام ١٣٨٨ مطبعة مصطفى البابي الحلبي. وفي صحيح مسلم ج ٢ ص ٧٢ طبع مصر عام 1327 مطبعة دار الكتب العربية الكبرى: فأبى أبو بكر ان يدفع إلى فاطمة شيئا، فوجدت فاطمة على أبي بكر فهجرته، فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ستة أشهر، فلما توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب ليلا، ولم يؤذن بها أبا بكر...
الرضوي: عملا بوصيتها (عليها السلام) ليعلم المسلمون انها ماتت وهي ساخطة عليه، وبذلك يظهر للمسلمين كافة بطلان خلافته، هذا وقد روى البخاري في صحيحه ج 2 ص 302 ط مصر بحاشية السندي: ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني.
وروى في ج 3 منه ص 265 انه (صلى الله عليه وسلم) قال: فإنما هي بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها.
هذا وقد قال سبحانه (ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة واعد لهم عذابا مهينا * والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا) سورة الأحزاب: آية 57.
وبعد هذا وغيره وغيره أيرى الدكتور التركماني اننا على حق أم على باطل في رفضنا خلافة أبي بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، وبرائتنا منهم؟
وقد كذب الدكتور في قوله: رضي الله عنهم أجمعين. فان الله تعالى لن يرضى عن الظالمين كيف وهو القائل (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون * انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار * مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وافئدتهم هواء) سورة إبراهيم، آية 42 و 43، فياله من تهديد لهم فضيع.
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 19 20 21 22 23 ... » »»