ملحق البراهين الجلية - السيد مرتضى الرضوي - الصفحة ٣٨
شيوخه في كل زمان ومكان كانت تلهج بذمه والسخط عليه والتحذير منه لما عرفوا فيه من إلحاد ومروق بينين واضحين من أسئلته لهم ونزغاته، ونزعاته، وكان يفعل ذلك مع شيوخه وغيرهم تمهيدا وتأسيسا لحاجة في نفس يعقوب ظهرت فيما بعد على يد نصرائه المغفلين وهكذا كان حاله مع أبيه، وأخيه الصالحين فكم حذر منه والده عندما ظهر ببدعته في أرض نجد، بل اشتد عليه إنكار أخيه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب وناظره وتغلب عليه قال له يوما كم أركان الإسلام يا محمد بن عبد الوهاب فقال له خمسة قال له لكنك تجعلها سنة فتزيد إن من لم يتبعك فليس بمسلم فكأن الأمم الإسلامية في جميع البقاع غير أتباعك كفار، ولا أدل على بطلان بدعتك من هذه الخرافة. ثم خاف أخوه الشيخ سليمان من أن يكيد له فيغري بعض الجهلة من أشياعه فيقضي عليه فهرب إلى المدينة المنورة وألف كتابا في الرد عليه.
ثم انتبهت علماء الحنابلة إلى ابتداع الرجل ونشر ضلاله بين الطوائف مع تستره بمذهبهم خداعا فأطلقوا عليه سهاما من نار أشد وقعا من مقذوفات مدافع الهاون الألمانية وضيقوا عليه الخناق، وأظهروا بين الخاص والعام براءة الإمام مما ينسبه إليه ذلك المبتدع، بعدما سفهوا أحلامه، وزيفوا آراءه وألزموه اتباع أي مذهب من الأربعة اتباعا لا بدع ولا غش فيه، أو يجهر بين الأنام بتغييره لأنظمة الشريعة الغراء فتتقي الناس قوله، وتلقى لغوه. فلما رأى تستره بمذهب الإمام أحمد لم يصادف المحز، ولم يبلغ به الفرض، بل طاش سهمه وتكسر قوسه والتوى عليه ساعده، خرج عن تبعيته لمذهب الإمام أحمد يدعي الاجتهاد المطلق بجرأة مخربة، ووجه بارد، لا يعرف ولا يستحي.
ولد زعيم الباطل، ومؤسس الفتنة: في سنة ألف ومائة وإحدى عشرة وهلك سنة ألف ومائتين وستة فعاش في الأرض اثنين وتسعين
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»