ملحق البراهين الجلية - السيد مرتضى الرضوي - الصفحة ٣٣
70 - السيد إبراهيم الراوي الرفاعي قال في كتابه:
الأوراق البغدادية في الحوادث النجدية:
قد بسطت في كتابي اللمعات ما جرى في الحجاز عند احتلال عبد العزيز بن سعود هذا القطر المقدس الذي هو المهد الأول للإسلام والمسلمين من الأمور التي كسرت عواطف العالم الإسلامي، وأحببت أن الخص وأفرد تلك المباحث بورقات ليسهل الاطلاع على ما فيها والنظر في ظاهرها، وخافيها خدمة لأهل الإسلام ورفعا لسوء التفاهم بين الأنام فأقول وبالله التوفيق، وبيده أزمة التحقيق ليعلم أن سكان نجد من أهل السنة والجماعة، ومعظمهم من مقلدي الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في الفروع والأصول، وفيهم علماء أفاضل في المنقول ومما يمدحون به، بعدهم عن الحضارة والمدنية العصرية التي تلوثت بمساويها الأخلاق الإسلامية غير أن الأكثرية الساحقة فيهم من العوام لا سيما طائفة الإخوان فقد بلغنا أن الذي لا يقرأ القرآن يقول للقارئ إقرأ وأنا أفسر لك، وقد تلقنوا من مشائخهم المتعصبين المتطرفين ما حملوا كلما جاء من الآيات القرآنية في حق المشركين على المسلمين غافلين عن قوله تعالى: أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون.
ومما يوجب الأسف أنهم ومن خالفهم من أهل البلاد الإسلامية على طرفي نقيض وقد ارتكبوا في غزواتهم المسلمين منكرات عظيمة من قتل الأنفس، وسلب الأموال حتى قتلوا الأطفال ويقولون عند ذلك: هؤلاء كفار ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا.
وقد اشتهر عنهم أنهم يكفرون من عداهم من المسلمين الذين يصدق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم:
[أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»