مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٥٤٦
يقف على ظهرها إلا في سبيل الله، ولا يحملها فوق طاقتها، ولا يكلفها من المشي ما لا تطيق (1).
وفي قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): للدابة على صاحبها دلالة على أن هذه الخصال حقوق للدابة وعلى صاحبها ادعاء الحق إلى ذي الحق.
وفي روايات أخرى أن لا يقبح وجهها، ولا يسرع في السير إلا في الأرض الجدباء، وأن يتركها ترعى في الأرض المعشبة، ولا يتخذ ظهرها مجلسا يتحدث عليها، وإذا أكل على ساحل بحر فليلق ما بقي من سفرته في البحر، لتستفيد منه الحيوانات التي فيه.
كما نهت الشريعة المقدسة عن البول في الماء لأن للماء أهلا، وذلك في زمان لم يكن يعرف أحد وجود الحيوانات المجهرية!
فمن هذه النماذج من حقوق الحيوان في الشريعة، نعرف برنامجها في المحافظة على حقوق الإنسان، وتحقيق العدالة في مجتمعه!
هدف إعمار الدنيا والآخرة إن أحكام الشريعة المقدسة تحقق إعمار الدنيا والآخرة، وسلامة البدن والروح معا، فقد اهتمت الشريعة المقدسة إلى بالحياة المادية والمعنوية، كل حسب قيمتها، وذلك بمقتضى العدل والحكمة وترابط الدنيا والآخرة، وترابط الجسد والروح {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا} (2) لكن اهتمامها بعمران الدنيا ورفاه الإنسان فيها تبعي، بينما اهتمامها بالآخرة استقلالي، وذلك بمقتضى طبيعة خلقهما.

(٥٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 541 542 543 544 545 546 547 548 549 550 551 ... » »»