مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ٢٠٧
أسئلة وأجوبة قد تعرفت على مفاد الآية: واتضح لديك أن القرائن الداخلية في نفس الآية تدل بوضوح على أن الإرادة الواردة في الآية إرادة تكوينية تعلقت بطهارة أهل البيت وإذهاب الرجس عنهم، ويكون وزان الإرادة فيها وزان الإرادة الواردة في الآيات التالية ونظائرها:
1 - * (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) *. (1) 2 - * (ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين) *. (2) 3 - * (ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم) *. (3) وعند ذلك تطرح في المقام أسئلة لا بد من الإجابة عليها:
* السؤال الأول: هل الإرادة التشريعية تتعلق بفعل الغير؟
هل يصح تعريف الإرادة التشريعية بالإرادة المتعلقة بفعل الغير، كتكليفه سبحانه عباده بالصلاة والزكاة، وتكليف الآمر البشري غيره بالسقي والرعي؟
وإذا كانت الإرادة التشريعية عبارة عما ذكر، فتكون الإرادة التكوينية عبارة عن تعلقها بفعل نفس المريد كتعلق إرادته سبحانه بخلق السماوات والأرض، وإرادة غيره بالأكل والشرب؟
الجواب: إن تعريف الإرادة التكوينية بما ذكر وإن كان صحيحا، لكن

(١) القصص: ٥ - (2) الأنفال: 7 - (3) المائدة: 41.
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»