مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ١١٢
رأس وكأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يتفوه بها وكأن الكاتب لم يذكر إحدى الجملتين في الطبعة الأولى، وبذلك أسقط كتابه عن أية قيمة علمية.
فلو كان هذا هو الميزان في ضبط الحقائق لثبت أن كثيرا من فضائل آل البيت عليهم السلام لعبت بها يد التحريف الجانية وما بقي ليس إلا فلتات التاريخ.
2 - آية الولاية وخلافة علي لم تزل الشيعة عن بكرة أبيهم يستدلون على إمامة علي عليه السلام وقيادته وزعامته بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله سبحانه: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) *. (1) استدلت الشيعة بهذه الآية على أن عليا عليه السلام ولي المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قائلين بأن الآية تعد الولي - بعد الله و رسوله - الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة في حال الركوع، وقد تضافرت الروايات بأن عليا عليه السلام تصدق بخاتمه وهو راكع فنزلت الآية في حقه.
أخرج الحفاظ وأئمة الحديث عن أنس بن مالك وغيره أن سائلا أتى المسجد وعلي عليه السلام راكع فأشار بيده للسائل، أي اخلع الخاتم من يدي.
قال رسول الله: يا عمر وجبت. قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما وجبت؟! قال: وجبت له الجنة، والله ما خلعه من يده حتى خلعه الله من كل ذنب ومن كل خطيئة. قال: فما خرج أحد من المسجد حتى نزل جبرئيل بقوله عز وجل: * (إنما

(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»