وجنونا هذا يشاركنا فيه كثير من علماء السنة فبعض يشاركنا حتى الثمالة فيقول: أنه محمد بن الحسن العسكري، وأنه سوف يخرج بعد غيبة طويلة ويملأ الأرض عدلا وقسطا، والبعض الآخر يقول بخروجه وأنه من ولد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولكنه لا يعينه من هو.
ولو طالع الخطيب كتابا واحدا مما كتب في المهدي لعرف أن قضية المهدي ليست قضية شيعية بل هي قضية إسلامية، أو أنها قضية يؤمن بها كل الأديان السماوية وأن أرباب الأديان ينتظرون هذا المصلح الذي جعله الله من نصيب هذه الأمة لأن شريعتها خاتمة الشرايع وأن المهدي من ألطاف الله على هذا الدين، وإن جهله الكثير من أرباب هذا الدين.
ولعرف أيضا أنها ليست وليدة عصر الحسن العسكري وإنما هي من الغيبيات التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأخبر بها الكثير من أئمة أهل البيت عليهم السلام حتى اشتهرت اشتهارا جسيما وحتى ادعى هذه الشخصية كثير من الرجال أو نسبت لكثير من الرجال. فابن الحنفية قيل هو المهدي الغائب المنتظر، وزيد قيل هو المهدي، ومحمد بن عبد الله المحض اشتهر بأنه هو المهدي وقابله المنصور العباسي بنسبة المهدوية إلى ولده المهدي. ومن الظريف أن المنصور يقابل مهدوية محمد بن عبد الله المحض بمهدوية ولده ولكنه يصرح مع خاصة أصحابه بأنهما كلاهما مفتريان وأن المهدي الموعود شخصية ثالثة غير المحض وغير ولده.