ورئيس مكة قالوا قل أن يسود فقير وساد أبو طالب وهو فقير لا مال له وكانت قريش تسمية الشيخ، وهو الذي كفل رسول الله (ص) صغيرا وحماه وحاطه كبيرا ومنعه من مشركي قريش ولقي لأجله عنتا عظيما وقاسى بلاء شديدا وصبر على نصره والقيام بأمره، وجاء في الخبر أنه لما توفي أبو طالب أوحى إليه الجليل يأمره بالهجرة وأن يخرج منها فقد مات ناصره وله مع شرف هذه الأبوة أن ابن عمه محمد سيد الأولين والآخرين، وأخاه جعفر ذو الجناحين وزوجته سيدة نساء العالمين وابنيه سيدا شباب أهل الجنة فآباؤه آباء رسول الله وأمهاته أمهات رسول الله وهو مسوط بلحمه ودمه لم يفارقه منذ خلق الله آدم إلى أن مات عبد المطلب بين الأخوين عبد الله وأبي طالب وأمهما واحدة فكان منهما سيدا الناس هذا الأول وهذا التالي وهذا المنذر وهذا الهادي.
وما أقول في رجل سبق الناس إلى الهدى وآمن بالله وعبده وكل من في الأرض يعبد الحجر ويجحد الخالق، لم يسبقه أحد إلى التوحيد إلا السابق إلى كل خير محمد رسول الله (ص).
ذهب أكثر أهل الحديث إلى أنه عليه السلام أول الناس اتباعا لرسول الله (ص) وإيمانا به ولم يخالف في ذلك إلا الإقلال وقد قال هو عليه السلام أنا الصديق الأكبر وأنا الفاروق الأول أسلمت قبل إسلام الناس وصليت قبل صلاتهم.