مدينة النجف - محمد علي جعفر التميمي - الصفحة ٢٧
ضربة قط فاحتاجت الأولى إلى ثانية.
وأما القوة والأيدي فيه يضرب المثل فيهما قال ابن قتيبة في المعارف ما صارع أحدا قط إلا صرعه وهو الذي قلع باب خيبر واجتمع عليه عصبة من الناس ليقلبوه فلم يقلبوه وهو الذي اقتلع هبل من أعلى الكعبة وكان عظيما كبيرا جدا فألقاه إلى الأرض وهو الذي اقتلع الصخرة العظيمة في أيام خلافته بيده عليه السلام بعد عجز الجيش كله عنها فانبط الماء من تحتها.
وأما السخاء والجود فماله فيه ظاهرة كان يصوم ويطوي ويؤثر بزاده وفيه أنزل " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا " وروى المفسرون أنه لم يكن يملك إلا أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية، فأنزل فيه (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية ".
وأما الحلم والصفح فكان أحلم الناس عن مذنب وأصفحهم عن مسئ.
وأما الجهاد في سبيل الله فمعلوم عند صديقه وعدوه أنه سيد المجاهدين.
وأما الفصاحة فهو عليه السلام إمام الفصحاء وسيد البلغاء وعن كلامه قيل دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق ومنه تعلم الناس الخطابة والكتابة.
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»