مدينة النجف - محمد علي جعفر التميمي - الصفحة ٣٧
* سار الإمام في خلافته على نهج النبي " ص " فرفع منار الحق، وأقام معالم العدل، وكل قطيعة أقطعها عثمان وكل ما أعطاه من المال أعاده إلى بيت المال.
* فالإمام علي هو بطل بدر وخيبر والخندق وحنين ووادي الرمل والطائف واليمن وهو المنتصر في صفين، ويوم الجمل والنهروان والدافع عن الرسول يوم أحد وقيدوم السرايا ولواء المغازي.
* وعلي هو الذي تذكره النصارى في مجالسهم فيتمثلون بحكمه ويخشعون لتقواه ويتمثل به الزهاد في الصوامع فيزدادون زهدا وقنوتا، وينظر إليه المفكر فيستضئ بهذا القطب الوضاء ويتطلع إليه الكاتب الألمعي فيأتم ببيانه ويعتمد عليه الفقيه فيسترشد بأحكامه.
* وأعجب من بطولته الجسدية بطولته النفسية، فلم ير أصبر منه على المكاره، إذ كانت حياته موصولة الآلام منذ أن فتح عينيه على النور في الكعبة حتى أغمضها على الحق في مسجد الكوفة.
* ولم يستطع خصوم الرجل أن يأخذوا عليه مأخذا فاتهموه بالتشدد في إحقاق الحق أي أنهم شكوا شدة تمسكه بالدين وأراده دنيويا يماري ويداري ويحابي وأراد نفسه روحانيا رفيعا يستميت في سبيل العدل، لا تأخذه في سبيل الله هوادة ولا يلبي إلا النداء الصادر من أعماق نفسه لإحقاق الحق ونشر لواء المساواة في بلاد الإسلام كما أراد الله - تعالى -
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»