مدينة النجف - محمد علي جعفر التميمي - الصفحة ١٧٨
بآيته الكريمة في محكم كتابه المجيد أصبح من بعد وفاة النبي " ص " مضطهدا في عهد الدول المتعاقبة في صدر الإسلام، واضطهاد العلويين في زمن الدولة العباسية، فاق اضطهاد الأمويين بأشواط، وبنتيجة هذا الضغط المتزايد والتقتيل شرد الشيعة في الآفاق، وانزووا عن ولاة السوء ومع كل ذلك لم ينفكوا عن زيارة قبر رئيسهم الأعلى وهو الإمام علي " ع " فأخذوا يترددون عليه بين حين وآخر ويتعاهدونه ليلا ونهارا زرافات ووحدانا وهو لم يكن إذ ذاك إلا أكمة " 1 " مائلة أو ربوة قائمة، وبقيت هذه الحال، على ما هي عليه إلى زمن داود بن علي العباسي فأظهر على أثر كرامة وبنى القبر الشريف صندوقا، ولما كانت تلك الكرامة هي من الكرامات التي حصن الله بها المرقد المقدس من تطاول الأعداء على الانتهاك لحرمته، فقد آلينا على نقلها من مصدرها بسندها لما فيها من مغزى تأريخي مهم وبمثابة الرد على أقوال المغالطين من الفئة الباغية، قال النقيب ابن طاووس (2): أخبرني عمي السعيد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس والفقيه نجم الدين أبو القاسم بن سعيد والفقيه المقتدى بقية المشيخة نجيب يحيى بن سعيد أدام الله بركتهم كلهم عن الفقيه محمد بن عبد الله بن زهرة الحسيني عن

(١) الأكمة: التل الصغير كالهضبة " جمع " أكمات (٢) فرحة الغري ص ١١٧
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»