مدينة النجف - محمد علي جعفر التميمي - الصفحة ١٨٠
يوم الجمعة من الصلاة من المسجد الجامع مع عمي داود فلما كان قبل منزلنا وقيل منزله وقد خلا الطريق قال لنا أينما كنتم قبل أن تغرب الشمس فصيروا إلي ولا يكونن أحد منكم على حال فيختلف وكان مطاعا لأنه كان جمرة بني هاشم فصرنا إليه آخر النهار وهو جالس ينتظرنا فقال صيحوا بفلان وفلان من الفعلة فجاءه رجلان معهما آلتهما والتفت إلينا فقال اجتمعوا كلكم فاركبوا في وقتكم هذا وخذوا معكم الجمل يعني غلاما كان له أسود يعرف بالجمل وكان لو حمل هذا الغلام على سكر دجلة لسكرها من شدته وبأسه، وامضوا إلى هذا القبر الذي قد افتتن به الناس ويقولون أنه قبر علي حتى تنبشوه وتجيئوني بأقصى ما فيه فمضينا إلى الموضع فقلنا دونكم وما أمر به فحفر الحفارون وهم يقولون لا حول ولا قوة إلا بالله في أنفسهم ونحن في ناحية حتى نزلوا خمسة أذرع فلما بلغوا إلى الصلابة، قال الحفارون قد بلغنا إلى موضع صلب وليس نقوى على نقره، فأنزلوا الحبشي فأخذ المنقار فضرب ضربة فسمعنا طنينا شديدا في البر ثم ضرب ثانية فسمعنا طنينا أشد من ذلك ثم ضرب الثالثة فسمعنا طنينا أشد مما تقدم، ثم صاح الغلام صيحة فقمنا وأشرفنا عليه، وقلنا للذين كانوا معه سلوه ما باله فلم يجبهم وهو يستغيث فشدوه وأخرجوه بالحبل فإذا على يده من أطراف أصابعه إلى مرفقه دم وهو يستغيث لا يكلمنا ولا يحير جوابا فحملنا على البغل ورجعنا طائرين فلم يزل لحم
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»