مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٨ - الصفحة ٩٦
وخالد بن الوليد يصلي بجنبه ومعه سيفه.
فلما جلس أبو بكر في التشهد، ندم على ما قال، وخاف الفتنة فلم يزل متفكرا لا يجسر أن يسلم، حتى ظن الناس أنه قد سها، ثم التفت إلى خالد، فقال: يا خالد! لا تفعلن ما أمرتك!! والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته (1).
واستفحلت هذه الطريقة اللئيمة في قمع المعارضين حتى وصلت في عهد معاوية ذروتها فجاء في تاريخ الطبري: إن عليا بعث الأشتر أميرا إلى مصر حتى إذا صار بالقلزم شرب شربة عسل [سقاه إياه الجايشار] كان فيها حتفه، فبلغ حديثهم معاوية وعمرا، فقال عمرو [بن العاص]: إن لله جندا من عسل (2).
وقد سقى الطبيب ابن أثال النصراني عبد الرحمن بن خالد بن الوليد السم بأمر من معاوية، وذلك لأن معاوية حين استشار الناس في من يوليه الأمر من بعده، أشاروا عليه بعبد الرحمن (3).
كما راح من جراء هذا الأسلوب سبط النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وريحانته الإمام الحسن بن علي (عليه السلام)، إذ تواطأ معاوية مع جعدة بنت الأشعث فسقته السم فاستشهد، بعد أن كان سقي السم مرارا متعددة (4).
واتفق المؤرخون على أن سعد بن أبي وقاص كان من المعارضين

(١) الاحتجاج ١ / ١١٩، وعنه في بحار الأنوار ٢٩ / ١٢٧ ح ٢٧، والنص له وانظر:
الأنساب - للسمعاني - / ٩٥ ترجمة " يعقوب الرواجني ".
(٢) تاريخ الطبري / ٥٥٤ (و ط ٦ / ٥٤)، تاريخ اليعقوبي ٢ / 194، الإصابة / 482، شذرات الذهب 1 / 48.
(3) أسد الغابة / 289.
(4) الإستيعاب 1 / 89 - 90.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست