مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ٨٥
على التحديث بحديث رسول الله وتدوينه، على رغم وقوفهم على أمر القرآن والسنة المباركة بالتحديث والتدوين.
وقد أثر هذا المنع تأثيرا خطيرا على السنة النبوية، التي ظلت غير مدونة مدة مديدة من الزمن، فتمهدت الأرضية الخصبة لوضع أحاديث مكذوبة على لسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيها نهيه (صلى الله عليه وآله وسلم) عن التدوين لحديثه الشريف!!
كل ذلك تصحيحا لما وقع فيه أبو بكر من خطأ في المنع، وما حمله هو وآخرون معه من أفكار عن الحفظ وكراهة التدوين، فجاء عن بعض الصحابة قولهم لبعض التابعين: احفظوا كما كنا نحفظ (1)!!
إن هذه المفردة التي جاهر بها أبو بكر، كانت من أكبر المؤثرات على السنة النبوية المباركة، واختلاف النقل فيها، وضياع كثير من معالمها علينا.
2 - نظرتهم إلى الخلافة والإمامة:
اختلفت النظرة إلى الخلافة والإمامة في صدر الإسلام، فالتزموها تارة بالبيعة، وأخرى بالشورى، وثالثة بالإجماع، لاغين الوصاية النبوية أو احتمالها من قاموس السقيفة، مؤكدين على أن الكثرة واتفاق أهل الحل والعقد هما من طرق إثبات شرعية الخلافة..
وتطور الأمر ونضح الإناء بأخرة فصرح بعضهم بانعقاد الخلافة بمبايعة شخصين، أو شخص واحد، مستدلين ببيعة عمر لأبي بكر، واستفحلت الفكرة حتى صرح بعضهم بانعقاد الخلافة لكل من غلب وتسلط بالسيف والقوة..

(1) قوت القلوب 1 / 159.
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست