مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ٨١
وقال له رجل: أريد أن تعلمني النسب، قال: إنما تريد أن تساب الناس (1).
ولذلك كانت قريش حين تسمع أهاجي حسان بن ثابت وما فيها من مثالب تظن تارة أن أبا بكر هو منشئ تلك الأشعار، ولما عرفت أن حسانا هو شاعرها عرفت أن ذلك جاء بمعونة حافظة أبي بكر للأنساب وإحاطته بالأيام.
قال أبو الفرج: لما أنشدت قريش شعر حسان قالت: إن هذا الشتم ما غاب عنه ابن أبي قحافة (2)،.
وأخرج ابن عساكر، عن المقدام، قال: وكان أبو بكر سبابا (3).
وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق: كان أبو بكر سبابا أو نسابا (4).
ولعل من أسباب نهي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن التعمق في تعلم الأنساب هو العراك والتهاتر الذي ينشأ عنها، وهو يخالف الخلق الإسلامي الإنساني.
فقد مر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوم مجتمعين على رجل، وهم يقولون: إنه لعالم!
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): وما علمه؟!
قالوا: إنه عالم بأنساب العرب.
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): هذا علم لا يضر من جهله (5).

(١) العقد الفريد ٣ / ٢٨٠.
(٢) الأغاني ٤ / ١٣٩.
(٣) عمدة التحقيق: ٣٥ - طبعة دار الندوة الإسلامية.
(٤) الصواعق المحرقة: ٤٣، تاريخ الخلفاء: ٣٧.
(٥) جامع بيان العلم وفضله ٢ / ٢٩، إحياء علوم الدين ١ / ٤٣، الأنساب - للسمعاني - ١ / ٢٢ ح ١٢ و ١٣، إتحاف السادة المتقين ١ / ٢٢٤، كنز العمال ١٠ / 280 ح 29443.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست