مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ٥١
المهاجرين والأنصار، أو هم خصوص الثلاثة أو الأربعة من الخلفاء.
والظاهر أن محور الدائرة هم الثلاثة، وأما الدوائر الأوسع المحيطة فالحديث عنها يتبع الثلاثة، كي لا يتصاعد الحديث والطعن عليهم إلى الطعن على الثلاثة.
كما أن الغاية من البحث - أي المفردة الثالثة المقدرة في هذا البحث - هي حجية أقوالهم وأفعالهم وسيرتهم وسنتهم، فقد يتراءى أنه من باب كاشفيته عن قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولكن من تجويزهم لاجتهاد الصحابي في حياته (صلى الله عليه وآله وسلم)، أو قبال النص القرآني أو النبوي بالتأول، أو أن قول أو فعل الصحابي يخصص إطلاق الكتاب وإطلاق السنة، أو أن للصحابي الاجتهاد إن لم يكن نص يقتضي أن حجيته ليست من باب الرواية، بل من باب من له التشريع المفوض له.
وأظهر مما تقدم في ذلك، تعليلهم لحجية سنة خصوص الشيخين بالحديث الذي نسبوه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر " (1)، وما ينسبونه إليه (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضا: " خير أمتي أبو بكر، ثم عمر " و " ما ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يتقدم عليه عنده " (2).
وما ينسبونه إليه (صلى الله عليه وآله وسلم): " لو كان بعدي نبي لكان عمر "..
فإن هذا النمط من الاستدلال يعطي تفويض التشريع لهما وإمامتهما في الدين - كما أسموا الثلاثة أئمة الدين - لا لصحبتهما للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والرواية عنه كراوين، ولا كمجتهدين كبقية المجتهدين في الفتيا، بل
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»
الفهرست