مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ٥٤
أما في الأولى: فلحديث الصحيحين: " إنما المدينة كالكير، تنفي خبثها وينصع طيبها "، والخطأ خبث، فيكون منفيا عن أهلها.
وأجيب بصدوره منهم بلا شك، لانتفاء عصمتهم، فيحمل الحديث على أنها في نفسها فاضلة مباركة.
وأما في الثانية: فلقوله تعالى: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * (1)، والخطأ رجس، فيكون منفيا عنهم، وهم من تقدم، لما روى الترمذي عن عمر بن أبي سلمة، أنه لما نزلت هذه الآية لف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليهم كساء، وقال: " هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " (2).
وروى مسلم عن عائشة، قالت: خرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فأدخله معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * (3).
وأجيب: بمنع أن الخطأ رجس، والرجس قيل: العذاب، وقيل: الإثم، وقيل: كل مستقذر ومستنكر.
وأما في الثالثة: فلقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ " رواه الترمذي وغيره، وصححه وقال: " الخلافة من بعده ثلاثون، ثم تكون ملكا " أي:
تصير.
أخرجه أبو حاتم وأحمد في المناقب، وكانت مدة الأربعة هذه المدة إلا

(١) سورة الأحزاب ٣٣: 33.
(2) سنن الترمذي (3) صحيح مسلم
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست