مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ٥٣
ملجأون فطريا، وباضطرار الحجة المنطقية العقلية، إلى تنظير الإمامة المنصوصة، وإنها عهد إلهي ونبوي، غاية الأمر أنهم يطبقونه على الثلاثة، ومنضما إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) كإمام رابع، وبعضهم يضيف الحسن ابن علي (عليه السلام)، وبعضهم يوسع الدائرة إلى رواد العلماء في علم وعلوم الدين، وإن اجتهاداتهم لا ترد!
بيان تردد العامة في معنى المسألة:
فالحكم بفضائل الصحابة وفضيلة الصحبة عنوان فضفاض عائم يتردد بين أن تعطى الحجية له كإمام منصوص عليه بالاتباع له، وإن له تفويض التشريع فيما لا نص له، أو غير ذلك، أو الحجية له كمجتهد يجوز عليه الخطأ، أو كحجية راو بجانب الحظوة بشرف الصحبة، مع فرض الوفاء بعهدتها من دون تبديل ونكث.
قال ابن السبكي في جمع الجوامع وشارحه ابن المحلى في مسألة الإجماع:
وهو اتفاق مجتهدو الأمة بعد وفاة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في عصر على أي أمر كان، فعلم اختصاصه بالمجتهدين... وعدم انعقاده في حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأن التابعي المجتهد معتبر معهم - فإن نشأ بعد فعلى الخلاف في انقراض العصر..
وإن إجماع كل من أهل المدينة النبوية، وأهل البيت النبوي، وهم: فاطمة وعلي والحسن والحسين رضي الله عنهم، والخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، والشيخين أبي بكر وعمر، وأهل الحرمين مكة والمدينة... وهو الصحيح في الكل...
وقيل: إنه في ما قبل الأخيرة من الست حجة..
،
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست