مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٥ - الصفحة ١١١
الحديث المصنفة قبل التهذيب، كالكافي (1)، والفقيه (2)، إلا أنها لم تكن مطردة في جميع ما في تلك الكتب من متون هي بحاجة إلى بيان وتوضيح، كما هو الحال في التهذيب (3)، والاستبصار (4).
ثانيا: بيان فقه الحديث:
تعرض الشيخ الطوسي في كتاب التهذيب إلى بيان فقه الأحاديث، خصوصا المرددة منها بين عدة وجوه محتملة، فكان (قدس سره) يأخذ بأقواها حجة وأبرمها دليلا، ويوجه فقه الحديث تارة على أساس ذائقته الفقهية مع الفهم الثاقب وإعمال الفكر في فهم الخبر، وأخرى على أساس تراكم مؤيدات ذلك التبين من الأثر، والأخير هو المطرد في سائر أجزاء التهذيب، بل هو المصرح به في ديباجة الكتاب كما أشرنا له من قبل.
ومثال الأول: حديث علي بن مهزيار عن الإمام أبي جعفر الجواد (عليه السلام)، قال: " قيل له: إن رجلا تزوج بجارية صغيرة فأرضعتها امرأته، ثم أرضعتها امرأة أخرى، فقال ابن شبرمة: حرمت عليه الجارية

(١) أنظر: فروع الكافي ٣ / ٢٩ ذ ح ٧ باب ١١ من كتاب الصلاة.
(٢) أنظر: من لا يحضره الفقيه ٣ / 139 ح 611 باب 69 و ج 3 / 196 - 197 ح 892 و ح 896 باب 95.
(3) أنظر على سبيل المثال تعليق الشيخ (قدس سره) على أحاديث التهذيب الآتية: 1 / 47 ح 136 باب 3، 2 / 757 ح 191 باب 10، 3 / 14 ح 48 باب 1، 4 / 89 ح 262 باب 27، 5 / 378 ح 1318 باب 25، 6 / 372 - 373 ح 1080 و 1081 باب 93، 7 / 20 - 21 ح 87 باب 2، 8 / 194 ح 680 باب 8، 9 / 84 ح 21 باب 1، 10 / 6 ح 19 باب 1، وغيرها.
(4) وكذلك على أحاديث الإستبصار الآتية: 1 / 33 ح 87 باب 17، 2 / 297 ح 1059 باب 204، 3 / 68 ح 227 باب 41، 4 / 99 ح 383 باب 62، وغيرها.
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»
الفهرست