مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٤ - الصفحة ٣٩٥
تعالى: * (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) * (1) ولا فسق أعظم من عدم الإيمان (2).
وأعترض عليه بوجهين:
الأول: لا نسلم صدق الفسق في حقه، إذ هو خروج عن طاعة الله مع اعتقاده أنه خروج، ولا شبهة أن من يجعل مثل هذه مذهبا، إنما يعده من أعظم الطاعات.
والثاني: إن فساد العقيدة لو كان موجبا لعدم قبول الخبر والرواية لما يمكن الحكم بناووسية أبان، إذ مخبره - وهو علي بن الحسن - فطحي (3)، والمفروض أنها مقبولة من علي بن الحسن، فلا يكون فساد العقيدة موجبا لانتفاء القبول.
فعلى هذا نقول: كما يقبل قول علي بن الحسن وخبره ينبغي أن يقبل قول أبان وخبره أيضا، لانتفاء التفرقة بينهما.
وبالجملة: المقتضي لقبول الرواية من أبان موجود، والمانع عنه

(١) سورة الحجرات ٤٩: ٤٦.
(٢) جامع الرواة ١ / 12، باب الألف، تنقيح المقال - الطبعة الحجرية - 1 / 6.
(3) قال النوبختي: " الفطحية: وهم القائلون بإمامة الأئمة الاثني عشر مع عبد الله الأفطح ابن الإمام الصادق (عليه السلام) يدخلونه بين أبيه وأخيه (الإمام الكاظم) وعن الشهيد (رحمه الله): إنهم يدخلونه بين الكاظم والرضا (عليهما السلام)، وقد كان أفطح الرأس، وقيل أفطح الرجلين، وإنما دخلت عليهم الشبهة لما رووا عن الأئمة: الإمامة في الأكبر من ولد الإمام، ثم منهم من رجع عن القول بإمامته لما امتحنوه بمسائل من الحلال والحرام ولم يكن عنده جواب، ولما ظهرت منه الأشياء التي لا تنبغي أن تظهر من الإمام، ثم إن عبد الله مات بعد أبيه بسبعين يوما، فرجع الباقون - إلا شذاذا منهم - عن القول بإمامته إلى القول بإمامة أبي الحسن موسى (عليه السلام) وبقي شذاذ منهم على القول بإمامته، وبعد أن مات قالوا بإمامة أبي الحسن موسى ". فرق الشيعة: 88 - 89.
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»
الفهرست