مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٣ - الصفحة ١٤١
ب - إن جملة " أكتاب مع كتاب الله؟! " توحي بأن كلام الله يمكن خلطه مع كلام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذا يعارض قوله تعالى: * (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) * (1).
مضافا إلى ذلك أن الأول - القرآن - قد صدر على نحو الإعجاز البلاغي، وقد تكررت دعوات القرآن المتحدية للكفار والمشركين بالبلاغة في القرآن بأساليب مختلفة، منها قوله: * (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) * (2).
وقوله: * (أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين) * (3).
وقوله: * (فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين) * (4).
بخلاف الثاني - حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - الذي لم يكن في مقام التحدي والإعجاز البلاغي، بل جاء على سبيل تبيين الأحكام.
ج - إن الكلام السابق يستلزم اتهام الصحابة بفقدانهم القدرة على التمييز بين كلام الله - الذي حفظوه وتناقلوه - وبين كلام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي صدر في مقام التفسير والشرح.
نعم، إن هذه المقولة قالها الخليفة الثاني لمن جمعهم عنده

(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»
الفهرست