مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٢ - الصفحة ٢٢٧
ثم إنه قدم إلى بغداد في زمان الغيبة الصغرى، واجتمع مع الحسين ابن روح، وسأله مسائل، ثم كاتبه بعد ذلك على يد علي بن جعفر بن الأسود، وسأله أن يوصل له رقعته إلى الصاحب (عليه السلام)، ويسأله فيها الولد، فخرج إليه التوقيع: " قد دعونا الله لك بذلك، وسترزق ولدين ذكرين خيرين " (1) فولد له الولدان اللذان ذكرناهما.
والثاني منهما (2): هو شيخ السيد المرتضى (رضي الله عنه) (3)، ولقد لاحظ فيه حقه حيث نسبه إلى ما نسبه مع أن له كتابا في نفي التشبيه على ما ذكره الشيخ وغيره من علماء الرجال (4).
وروى الكشي: أن جماعة من أصحابنا قالوا: سمعنا جمعا من أصحابنا يقولون: كنا عند أبي الحسن علي بن محمد السمري (رحمه الله) (5)،

(١) رجال النجاشي: ٢٦١ رقم ٦٨٤.
(٢) أي من أولاد أبي الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي المتقدم في ص ٢٢٦، وهو أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي.
(٣) رجال الشيخ الطوسي: ٤٨٤ رقم ٥٢ باب من لم يرو عنهم، حاوي الأقوال ١ / ٣٠٩ رقم ١٩٧.
(٤) لم نعثر على ذكر الشيخ في رجاله: أن للحسين بن علي بن بابويه كتابا في نفي التشبيه، بل ذكر - في باب من لم يرو عنهم: ٤٦٦ رقم ٢٨ - الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، كثير الرواية، يروي عن جماعة، وعن أبيه، وعن أخيه محمد بن علي، ثقة.
نعم الشيخ النجاشي ذكر في رجاله: ٦٨ رقم ١٦٣ أن له كتب منها: كتاب التوحيد ونفي التشبيه، ولعله هو المقصود من لفظ: " الشيخ " في المتن، أو هو من سهو القلم والله العالم.
(٥) في المخطوط: " السيمري "، والظاهر أن الصحيح: " علي بن محمد السمري "، كما في غيبة الشيخ الطوسي، والاحتجاج، وبحار الأنوار.
وهو آخر النواب الأربعة للحجة - عجل الله تعالى فرجه الشريف - والسفير بعد أبي القاسم ابن روح، وكان يكنى بأبي الحسن، وثقته وجلالته أشهر من أن يذكر وأظهر من أن يحرر، فهو كالشمس لا يحتاج إلى بيان نوره، وقد كانت سفارته عن الحجة المنتظر - عجل الله تعالى فرجه وجعلنا من كل مكروه فداه - بوصية الشيخ أبي القاسم ابن روح إليه عند موته بأمر الحجة (عليه السلام).
ومن كراماته أنه أخبر بموت علي بن الحسين بن بابويه القمي (رضي الله عنه) ساعة وفاته، فأرخوا، فأتى الخبر بعد ١٧ يوما أو ١٨ يوما أنه قبض في تلك الساعة التي ذكرها، ومات أبو الحسن هذا سنة ٣٢٩ ه‍، وبموته وقعت الغيبة التامة.
أنظر: رجال المامقاني 2 / 305.
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»
الفهرست