مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٢ - الصفحة ١٩٦
يزعم أن الله عز وجل أجبر الناس على المعاصي، فهذا قد ظلم الله في حكمه، فهو كافر.
ورجل يزعم أن الأمر مفوض إليهم، فهذا قد أوهن الله في سلطانه، فهو كافر.
ورجل يزعم أن الله كلف العباد ما يطيقون ولم يكلفهم ما لا يطيقون، وإذا أحسن حمد الله، وإذا أساء استغفر الله، فهذا مسلم بالغ " (1).
والأخبار من هذا القبيل عنه كثيرة سيما في توحيد الصدوق، والكافي، وربما نشير إلى بعضها فيما بعد أيضا، فتأمل فيها حتى يظهر لك حسن عقيدة الرجل، وأبيه، وأنه في غاية الرفعة عن انتساب تلك الأباطيل إليه.
على أنه كيف يجوز العقل أن يكون مثل هؤلاء الرجال، الذين لقوا غير واحد من الأئمة، حتى صاروا من خواصهم وناشري أحكامهم، معتقدين لأمر باطل مخرج عن الإسلام فضلا عن الإيمان؟! والإمام يتغافل ويسكت مع علمه بأنهم يطيعونه في كل ما يقول من أمور الدنيا والدين، ويسألونه عن الحق واليقين، ويوصلون عنه إلى سائر المؤمنين.
هذا، مع أن الأئمة كانوا في كمال الشفقة على شيعتهم، خصوصا على أصحابهم، ولم يرضوا لهم أدنى رزية.
وقد نقل أيضا أن أحمد هذا كان في غاية التدين، حتى أخرج جمعا من قم لأجل فساد مذاهبهم، وضعف فتاويهم ورواياتهم، وكان يسأل الأئمة عن أمثال هذه العقائد ويعمل بأوامرهم.

(1) التوحيد: 360 ح 5.
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»
الفهرست