مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٠ - الصفحة ٣٩
وجعفر ابنه، وأمثالهم وأضرابهم وأشكالهم... " (1).
وعلى الجملة، فقد ثبت كثرة الطرق إلى قول أمير المؤمنين وغيره من أئمة أهل البيت في هذه الآية المباركة، وصحة الحديث في ذلك، وإن جاز لنا الاحتجاج برواية الثعلبي وحده في مثل هذه المواضع.
وثانيا: قد ظهر مما تقدم أن ليس " المقصود بأهل الذكر هم أهل العلم كاليهود والنصارى... " كما زعم هذا المدعي، ويؤيد ذلك قول بعض المفسرين بأن المقصود من " الذكر " هو " القرآن " وأن " أهل الذكر " هم " أهل القرآن "، أو أن المراد: " اسألوا كل من يذكر بعلم وتحقيق " (2).
وقد أصر الآلوسي عن أن المراد خصوص " أهل القرآن " (3).
وإلى هنا تم البحث عن سند الحديث، وظهر صحته، وسقط اعتراض المعترض، والحمد لله.
هذا، وإذا زالت الشبهة عن السند لزم الإقرار بصحة الاستدلال، لدلالة الآية المباركة بكل وضوح على تقدم أهل البيت عليهم السلام على غيرهم في العلم والفضيلة، فتكون الإمامة فيهم، لقبح تقدم المفضول على الفاضل عقلا، وللنهي عن تقدم غيرهم عليهم شرعا، كما في كثير من الأحاديث المعتبرة، بل في بعضها تعليل النهي عن التقدم عليهم بكونهم أعلم، كقوله صلى الله عليه وآله وسلم - في ما أخرجه الطبراني وغيره من ألفاظ حديث الثقلين: الكتاب وأهل البيت (عليهم السلام) -: " فلا تقدموهما فتهلكوا،

(١) تفسير القرآن العظيم ٢ / ٤٩٣.
(٢) تفسير السراج المنير ٢ / ٢٣٢ و ٤٩٧، تفسير الخازن ٣ / ١١٦ و ١٥٥، تفسير القرطبي ١٠ / 108 و 11 / 272.
(3) روح المعاني 14 / 147.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست