مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٠ - الصفحة ٣٧
أما ما أخرجه البحريني وأشار إليه المؤلف دون تفصيل، فإنه ليس بحجة علينا.
وعلى كل حال، فإن المقصود بأهل الذكر هم أهل العلم كاليهود والنصارى وسائر الطوائف من الأمم السابقة، التي أرسل إليها الأنبياء، وسؤالهم عن حقيقة هؤلاء الأنبياء، هل كانوا بشرا أم ملائكة؟ ".
أقول:
أولا: لم يكن القائل " نحن أهل الذكر " خصوص أمير المؤمنين عليه السلام فقط، بل قاله غيره من أئمة أهل البيت عليهم السلام. كما لم يكن الراوي هو الثعلبي فقط، فقد رواه غيره من أئمة التفسير عند أهل السنة أيضا.
روى الحاكم الحسكاني بإسناده عن يوسف بن موسى القطان، عن وكيع، عن سفيان، عن السدي، عن الحارث، قال: سألت عليا عن هذه الآية * (فاسألوا أهل الذكر) * فقال: والله إنا لنحن أهل الذكر، نحن أهل العلم، ونحن معدن التأويل والتنزيل، ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يقول: " أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه " (1).
وقال القرطبي: " قال جابر الجعفي: لما نزلت هذه الآية قال علي رضي الله عنه: نحن أهل الذكر " (2).
وقال أبو جعفر الطبري: " حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا ابن يمان، عن

(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست