مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٠ - الصفحة ١٦٣
ما حكم بصحته وأفتى بموجبه واعتقد حجيته لا يمكن أن يكون ضعيفا أو لا سند له بعد ظهور تقديمه للأقوى على القوي إسنادا.
ولهذا قال التقي المجلسي في شرح هذه العبارة: " لقوة إسناده: يدل على أن القدماء كانوا يلاحظون الإسناد على نهج المتأخرين " (1).
ويرد عليه: إن تصريحه بقوة إسناد خبر لم يفت بموجبه لا يدل على أن ما أفتى به أقوى سندا منه، لافتقار هذا التصريح إلى آخر يبين فيه سبب اعتماده على ما خالف الخبر المذكور، فهل كان لأجل رجحانه سندا، أو لأجل احتفافه بالقرائن التي يكون معها الخبر حجة، فقدمها على قوة الإسناد؟
ولهذا نجد الشارح نفسه قد قال عقيب كلامه المتقدم - وبلا فصل -:
" ويمكن أن تكون قوته على نهجهم بأن كان في أصل ابن محبوب وغيره من الأصول، أو لأن ابن محبوب ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم، ووجوده في أصله كاف في الحكم بالصحة، فإذا اجتمع توثيق وهب فهو كنور على نور " (2).
ومع وجود مثل هذا الاحتمال - أعني: اعتماد القرائن في تصحيح الأخبار - يبطل الاستدلال.
2 - اختيار ما صح من طريق الرواية: ويدل عليه قوله في زيارة قبر سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام): " وقد أخرجت في كتاب الزيارات، وفي كتاب مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) أنواعا من الزيارات، واخترت هذه لهذا الكتاب، لأنها أصح الروايات عندي من

(1) روضة المتقين 11 / 393.
(2) روضة المتقين 11 / 393.
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست