مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٩ - الصفحة ١٧٩
ويلاحظ أن قوله: لا يخص... إلى آخره، لا يضيف شيئا إلى التعريف; لأنه مجرد تعبير آخر عما تقدمه، وبيان له.
ومراده ب‍ (أمته) جنسه، أي: أفراد الجنس أو المعنى الكلي التي يصدق لفظ النكرة عليها، ف‍ (رجل) مثلا نكرة; لصدقه على كل من زيد وخالد وبكر، إلى آخر مصاديق مفهوم الآدمي الذكر الذي وضع له لفظ رجل.
وقد أخذ كثير من النحاة بمضمون هذا الحد، وإن خالفوه في التعبير والصياغة اللفظية، فقد عرفه ابن السراج (ت 316 ه‍) بأنه كل اسم عم اثنين فصاعدا (1).
وقال الزجاجي (ت 340 ه‍): النكرة: كل اسم شائع في جنسه، ولا يخص به واحد دون آخر (2).
وعرفه الرماني (ت 384 ه‍) بأنه: المشترك بين الشئ وغيره (3).
وعرفه ابن جني (ت 392 ه‍) بقوله: النكرة ما لم تخص الواحد من جنسه (4).
وعرفه الزمخشري (ت 538 ه‍) بأنه ما علق على شئ وعلى كل ما أشبهه (5).
وقريب من هذه الصياغات صدر عن الحريري (6)،

(1) الأصول في النحو، ابن السراج، تحقيق عبد الحسين الفتلي 1 / 175.
(2) الجمل في النحو، أبو القاسم الزجاجي، تحقيق علي توفيق الحمد: 178.
(3) الحدود في النحو، ضمن كتاب رسائل في النحو واللغة، تحقيق يوسف مسكوني ومصطفى جواد: 39.
(4) اللمع في العربية، ابن جني، تحقيق فائز فارس: 98.
(5) المفصل في علم العربية: 6.
(6) شرح ملحة الإعراب، الحريري: 5.
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»
الفهرست