فأحسن ما يتبين به المعرفة ذكر أقسامها مستقصاة، ثم يقال: وما سوى ذلك نكرة... وذلك أجود من تعريفها (1) بدخول رب أو اللام; لأن من المعارف ما يدخل عليه اللام كالفضل والعباس، ومن النكرات ما لا يدخل عليه رب ولا اللام كأين ومتى وأين وعريب وديار (2).
إلا أن النحاة المتأخرين عن ابن مالك تصدوا لدفع الإشكالات المتقدمة، تصحيحا لتعريف الاسم بالعلامة، ولو لم يكن بالوسع دفع تلك الإشكالات أمكن الرجوع إلى تعريف النكرة بالحد، وذلك لأن تشخيص أقسام المعرفة يتوقف على تحديد حقيقتها وماهيتها، فإذا تم ذلك اتضحت حقيقة النكرة أيضا; لكونها تقابل المعرفة.