مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٩ - الصفحة ١٠٨
الحديث بالوضع (١)، زاعما أن متنه ظاهر الوضع.
ولعله يريد - بزعمه - نكارة معناه، فإن الحفاظ يحكمون بوضع الحديث لنكارة معناه مع ثقة رجاله، لكنها دعوى باطلة -، فأي نكارة في كون ذكر أمير المؤمنين ويعسوب الدين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام بالترضي عنه، أو بذكر مناقبه وفضائله، أو بنقل كلامه وتقرير مواعظه وأذكاره وأحكامه، أو برواية الحديث عنه، أو نحو ذلك عبادة الله تعالى التي يثيب عليها (٢)، كما روي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: النظر إلى علي عبادة (٣)، والنظر إلى الكعبة عبادة، وانتظار الفرج من الله عبادة، وانتظار الفرج بالصبر عبادة، وذكر الأنبياء عبادة، والصمت أرفع العبادة، وأشباه ذلك ونظائره مما ورد في السنة، فلا ينكر ذلك إلا ناصبيا ذا قلب مهيض، وطرف مريض، ﴿ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم﴾ (٤).
وكم أنكر هذا المتسلف من أحاديث ثابتة في فضل علي (عليه السلام) دفعا بالصدر، وتقليدا لأسلافه النواصب كالذهبي وابن تيمية وأضرابهما ممن لم يأل جهدا في إطفاء نور الله تعالى ﴿ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون﴾ (5).
وكان الشيخ العلامة المحدث أبو الفيض أحمد بن الصديق قد خالط

(١) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ٤ / ٢١٦، ضعيف الجامع الصغير: ٤٤٨.
(٢) كما في فيض القدير - شرح الجامع الصغير - ٣ / ٥٦٥.
(٣) وقد جمع شيخنا العلامة ابن الصديق طرق هذا الحديث وصححه في جزء لطيف سماه الإفادة، أجاد فيه وأفاد.
(٤) سورة البقرة ٢: ٧.
(٥) سورة التوبة ٩: 32.
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست